free page hit counter
أخبار

كريستال ملاح… قصة نجاح ملاك الاغنية اللبنانية في حوار حصري

الصفحة الرئيسية  ثقافة


ثقافة

كريستال ملاح… قصة نجاح ملاك الاغنية اللبنانية في حوار حصري

نشر في  28 نوفمبر 2020  (12:19)

حوار الصحفي التونسي عزيز بن جميع

هي “ملاك الاغنية اللبنانية” لقب نسندها لها لا مجاملة ولا اطراء بل بعد ما شاهدنا جلّ أعمالها الفنية التي وثقتها على صفحتها الرسمية. تغنى أغاني ماريا كاري وويتني هويستن و ماجدة الرومي و جورج وسوف و غيرهم من القمم الباسقة و الثابتة باحساس عالي جدا و مستوى خارق للعادة وخارج عن المألوف والسائد وبعيد عن سرب الموجود في الساحة الفنية العربية رغم انّ أداء اغاني ماريا كاري وويتني هويستن مثلا يتطلب قدرات موسيقية معيّنة وخامات صوتية مميزة و احساس كبير.

يقال انّ الفن هو ليس بالوراثة و الدليل خوليو ايغليسياس و ابنه اينريكي و بوب مارلي و نجله و الامثلة كثيرة على تفاوت الموهبة بين الاب و الابن، لكن يبدو انّ ضيفة حوارنا المبدعة كريستال ملاح ورثت من والدها الملحن الكبير نور الملاح ملحن روائع “حلف القمر” و “روحي يا نسمة” لجورج وسوف و “عم يسالوني عليك الناس” و “ما حدا بيعبي مطرحك” بقلبي لماجدة الرومي و غيرها من روائع اغاني الثمانينات و التسعينات التي مثلت الفترة الذهبية للاغنية الطربية و الاغنية الرومنسية و اللحن الراقي و الذوق السليم و الجميل و رهافة الاحساس.

ورثت الطفلة من الاستاذ نور جمال ألحانه لكنه انتقل جينيا لصوتها وعزفها للبيانو. و من شابه اباه ما ظلم، و في هذه الحالة شابهت الابنة والدها فولدت اجمل ولادة.. موهبة استثائية من لبنان. قدّمت ثلاثة أعمال مصورّة على طريقة “الكوفر”.

اتصلنا بها من تونس قصد اجراء حوار حصري يعرف بها لعلنا نساهم في اعادة البريق لزمن الاحساس في عصر الانحطاط و الافلاس ولعل جرّة قلمنا توقف نزيف الرداءة و لو للحظة. فكان حوارنا معها مزيجا بين ذكريات الطفولة من منزل نور الملاح ببيروت الى اكتشاف الموهبة و بداية الصعود في الساحة الفنية اللبنانية ثم العربية.

تقول كريستال “كنت انظر لوالدي بشغف كبير كملحن و كان يجتمع في منزلنا في جلسات فنية بأكبر مطربي لبنان.. كنت انظر بانبهار كبير له، لكن لم اتجرأ في البداية و انا طفلة أن أصرح لعائلتي بميولاتي الفنية فالعقلية ككل الدول العربية محافظة لكن غرامي بالفن ازداد رغم اني درست الحقوق و لم اكمل الدراسة في هذه الشعبة فاتجهت لعلم النفس و تحصلت على الاستاذية فيه، كما عملت لفترة معينة في ميدان الطيران. لكن كل هذه المجالات لم تبعدني عن هوسي بتجربة الفن.. في أحد المرّات شاركت في مهرجان بجنوب لبنان، و من محاسن الصدف أن وضعني القدر مع الموسيقار العملاق الراحل فقيد الاغنية العربية ملحم بركات، غنيت قبله و انا شابة مراهقة بحضور والدي و من الصدف أنّ فقرتي الغنائية كانت قبل فقرته في الحفل فاستمع بشغف و انبهر بصوتي و اعلم والدي بأنّ لي مستقبل زاهر في عالم الغناء.

وتواصل كريستال كلامها قائلة: “من وقتها بدأت الثقة تكبر و احسست أنّ شيئا في داخلي يجب أن يكبر. انتهت نوازع الخوف و التردد، و احست عائلتي أنّ كريستال مكانها الفن الراقي. بدأت أتقدم شيئا فشيئا باحياء حفلات في فضاء خاص مرموق ببيروت قبلة لعديد الوجوه المعروفة من شتى المجالات. كما قدمت حفلات خاصة في دول عديدة كالامارات و سوريا و بوركينا فاسو و قطر. و لعلّ اهتمامي بمواقع التواصل الاجتماعي سهلّ التعريف بفني و أسلوبي عبر صفحتي بالفايس بوك. لم اختر الانتاج الخاص كبداية لشيئين اولا الصعوبات الانتاجية و الاخلال بالالتزامات من قبل بعض شركات الفن رغم وجود منتوج خاص لي مازال لم يرى النور… ثانيا لأني أردت التعريف بقدراتي و احساسي عبر ثلاث اعمال موسيقية مصورة على طريقة الفيديو كليب لفنانين معروفين من الغرب و الشرق. فجمعت فيها فرانك سيناترا بجورج وسوف في مزج بين العربي و الانجليزي في عمل أول و جمعت ماريا كاري براغب علامة و صابر الرباعي، كل مطرب اغنى له مقطع و اربط بينهم و نفس الطريقة في العمل الثالث و الاخير الذي تزامن مع عيد الحب جمعت فيه عمرو ذياب في اغنية و مالو بويتني ويستون”.

حول الانتشار العربي، ذكرت كريستال ما يلي: “نال كل عمل حقه و حظه من متابعي الانترنيت رغم انّ الاعلام في العالم العربي بصفة عامة يركز كثيرا على الشوبيز و المظاهر و التجميل و الاغراء على حساب الاصوات المذهلة.. وبطلب من جمهوري في النات غنيت على طريقة اللايف و المفاجئة انّ الناس احبت كثيرا اللايف الذي قمت به اعادة لاغنية حسين الجسمي احبك جدا فحصدت نجاحا ساحقا لم اكن اتوقعه.

اما حين اغني لجورج وسوف حتى من الحان والدي الكبير نور الملاح يحترز البعض من جمهوره حين غنيت “روحي يا نسمة” بطريقتي رغم اني اؤمن جيدا انّ اعادة اغاني الاخرين يجب أن تتم بأسلوب و توزيع و روح مختلفة حتى لا تكون نقل حرفي و حتى تولد الاغنية من جديد ولادة ثانية. رغم ذلك ابقى احترم و اسمع كل الاراء و الملاحظات و الاقتراحات من الجمهور و النقاد و الصحافة و هذا ما يجعلني اتطور”.

وبشأن أهم المحطات في مسيرتها الفنية، كشفت كريستال أنّ من بينها “حفلي في مهرجان اللاذقية في سوريا حيث حضيت بشرف تكريم الست فيروز رغم انّ عادة هذا التكريم هو أن يكرمها مطربو سوريا لكن لأوّل مرّة فنانة لبنانية في اللاذقية تكرّم فيروز بصوتها”.

 

اما عن علاقتها بتونس تقول كريستال نور الملاح: “زرت تونس مرة واحدة في حفل خاص بجهة قمرت و كان الاستقبال رائعا و جمهور تونس لا يجامل من ليس له صوت و الدليل انه في مهرجان قرطاج الدولي واحد من أهم مهرجانات العرب و حتى العالم لا ينجح الا من له كفاءة، و عدّة تجارب لم تحضى بالقبول رغم ان لها أغاني تجارية حضيت بدعاية اعلامية أي أنّ الجمهور التونسي جمهور صادق لا يصفق الا لمن يستحق. أتمنى الغناء في مهرجانات تونس في جولة ان شاء الله بعد انفراج الاوضاع الصحية و بعد تقدمي في مشاريع الاغاني الخاصة قريبا ان شاء الله.

أما عن قراءتها لواقع الساحة الفنية، تقول كريستال انّ الساحة الفنية اللبنانية بصفة خاصة و العربية بصفة عامة تعج بالاصوات الجميلة و القدرات الكبيرة لكن “يجب ان تحضى بدعم اكثر من الاعلام العربي من التلفزات و الاذاعات اضافة للنجاح الذي نحققه في وسائل التواصل الاجتماعي و الذي يكتمل اكثر حين يسلط الضوء على الاصوات الناجحة لأنّ التركيز على الشكل و المظاهر يدوم لفترة قصيرة و لا يحقق نجاحا طويل الامد… و لبنان ولادة و كل العالم العربي ولاد. وحان الوقت ليعود اشعاع الفن الجميل و الاصيل لأنه تهذيب للذوق العربي و اخراجه من الانحطاط.. فالفنّ مرآة الشعوب و نحن الشعوب العربية لنا تاريخ و أصالة و ذوق رغم اني لست ضد اللون الخفيف الذي أغنيه في الاعراس خاصة بطلب من الناس و اتقنه لكن ارى انّ الاغنية الراقية الاقرب لقلبي و نوعيتي رغم انّ التنويع مطلوب لكنه لا يجب ان يؤثر على مستوى الاغاني القديمة للفنان و ما عرفه به جمهوره.

اما عن والدها نور الملاح تقول كريستال “هو فخري و محبتي فانا ابنته الوحيدة و احب ان يعود هو ايضا للاضواء و ياخذ حقه لأن الملحنين الاكفاء في العالم العربي قليلون و الساحة الغنائية في حاجة لالحانه لاثراء المشهد و اخراجه من النمطية، فبعد اغاني “عم يسألوني عليك الناس” و”حلف القمر” لم نشاهد الحانا مبدعة بذلك المستوى و هذا ليس كلاما عاطفيا فقط لأنه ابي بل كلام جلّ المختصين في الشأن الفني. عودة نور الملاح هي عودة الفن الراقي. و اتمنى انه في يوما ما اقوم بتصوّر حفل كامل اغني فيه كل الحانه تكريما له و اعرضه في جل المهرجانات فله من الرصيد الابداعي و الالحان ما يملأ برمجة حفلين و ليس حفلا واحدا.

اما عن الوضع في ظل ازمة كورونا في لبنان، تقول كريستال “الفنانون يعانون من توقف الانشطة الثقافية خاصة انّ حفلات رأس السنة اقتربت و هي مهمة جدا لكل فناني لبنان و أتمنى ان تعود ولي ثقة كبرى ان الوضع سينفرج بمزيد من الارادة السياسية لانقاذ الفن اللبناني من الغياب”.

اما عن يومياتها في كورونا تقول كريستال “اقضى كثير من الوقت في المنزل بحكم خوفي من العدوى لكن هي فرصة للعزف على البيانو و الرياضة و قراءة كتب علم النفس و الاستماع للموسيقى و التفرغ لمراجعة الذات… مغرمة بالطبخ لكن اطبخ اكلات صحية كالسمك و السلطة و اتبع نظام غذائي سليم يساعدني على الحفاظ على جسمي و صوتي .

 

اما عن علاقتها بالفن في فرنسا، تقول كريستال “احب كثيرا اللغة الفرنسية فهي لغة موليار و فيها من الثراء الشيئ الكثير بعد العربية وهي طبعا لغتنا الام التي تبقى اجمل لغة على الاطلاق. اغني اغاني اديت بياف جيدا في الحفلات الخاصة و شارل ازنافور و داليدا و يتماشى ذلك مع صوتي و ان شاء الله قريبا لمحبي الفن الفرنسي سأقوم بكوفر فرنسي.

وبشأن احلامها، تقول كريستال “احلم بالانتشار العربي لكن بخطوات ثابتة و باستراتيجيا ناجحة دون التسرع و الفن التجاري حتى لا اضيع مكانتي و موقعي في قلوب جمهوري الذي بدأ يكبر. و ان شاء الله بمزيد التشجيع على الانتاج من شركات الفن و المنتجين في لبنان بامكاني تقديم رصيد خاص كبير بمرور السنوات ما دام الصوت و الاحساس موجود بشهادة المختصين. و لي امل دائما انّ الكلمة الراقية و الفن الراقي و الرسم الراقي و الاحساس الراقي نجاحه يدوم و اكبر دليل دوام نجاح الست فيروز لليوم بنفس الشعلة و الاشعاع رغم ان عدة تجارب أخرى تعرف عدم الاستقرار في ديومة النجاح و صعود و هبوط. فالأغنية التجارية قد تكون موضة او ظاهرة لكن الاغنية الرومنسية تبقى في التاريخ.

هكذا انتهى حواري مع كرستال نور الملاح و كلمة الختام التي ستكون لي كتعليق على الحوار هو انها كانت اكتشاف فني و انساني جميل جدا، ففي لبنان ثروة موسيقية “حافظوا عليها… اسمعوا اغانيها… اعرفوا موهبتها.. فمن اليوم يغنى ويتني هويستن بذلك الجمال ؟ و كل دول العرب ستحتضن معكم هذه الموهبة و منها تونس لأن الذوق الجميل هو كالصرح الجميل”.









المصدر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى