free page hit counter
تونسمجتمع

خطير: معطـيـات مدوية حول جوازات سفر الإرهابيين… القيادات الأمنية الـمورطة وطريقة التـسـفـير

انتشرت مؤخرا صورا لجوازات سفر، أثارت الرأي العام خاصة أن هذه الجوازات تعود لأكثر الاشخاص المطلوبين لدى الجهات الرسمية، ولعل ما أثار الانتباه هو أن معظم هذه الجوازات تم استخراجها بين 2011 و2013.
جوازات تم منحها لعناصر ارهابية مصنفة خطيرة تطرح عديد نقاط الاستفهام حول كيفية تمكن هذه العناصر من الحصول عليها، ومن الذي سهل لهم هذه العملية؟ وهل الحديث عن وجود أمن مواز صلب وزارة الداخلية منذ تلك السنوات له علاقة بالموضوع ؟ وهل تتأكد ادارة الحدود والأجانب من هوية الأشخاص قبل تسليمهم لجوازات سفر؟

في نفس الوقت انتشرت صور لـ3 جوازات سفر لأكبر ارهابي مطلوب لا فقط في تونس بل مفتش عنه دوليا وصادرة في حقه العديد من مناشير التفتيش ونقصد نور الدين بن الطاهر شوشان أخطر الارهابيين والمتورط في هجمات متحف باردو وسوسة، حيث عثرت قوات من الجيش الليبي في أحد المنازل بمدينة صبراطة الليبية على 3 جوازات سفر للإرهابي نور الدين شوشان ومن بينها جوازان استخرجا بايطاليا وجواز سفر تونسي.
ـ الجواز الأول يحمل رقم التسلسل : w 263741 بتاريخ: 22/01/2011
ـ الجواز الثاني يحمل رقم التسلسل : w 195457 بتاريخ: 25/01/2011
ـ الجواز الثالث يحمل رقم التسلسل : r 375198 بتاريخ: 13/11/2012
أي أن الارهابي نور الدين شوشان تحصل على جواز سفر من تونس وآخرين من ايطاليا، وهنا نشير الى أنّ التحقيقات العامة والعمليات الخاصة في إيطاليا فتحت تحقيقا في جنوة بعدما اتضح أن الإرهابي نور الدين شوشان استخرج جوازي سفر من إيطاليا في ظرف 3 أيام فقط ، الأول من القنصلية التونسية بجنوة والثاني بسفارة تونس بروما .
ويجري التحقيق الايطالي لكشف العلاقة بين أخطر الارهابيين وبين الممثلين الديبلوماسيين الموجودين في قنصلية تونس بجنوة وروما.
ولعلّ السؤال المطروح هو هل أنّ تحصّل شوشان على جوازي سفر في غضون 3 أيام يعدّ ثغرة أم اختراقا؟

حكاية تونسية قبض عليها في صبراتة

ومن صور جوازات السفر التي انتشرت مؤخرا جواز سفر لتونسية تدعى وحيدة رابحي والتي قبض عليها مؤخرا في صبراتة بسبب انضمامها الى داعش، حيث تم القضاء على كامل المجموعة التي كانت معها، وعثرت قوات الجيش الليبي بحوزتها على جواز سفر صادر بتاريخ غرة أوت 2013 .

استخراج جواز سفر لزوجة كمال زروق

وبالعودة الى الوراء نشير الى أن حادثة استخراج جوزات سفر لعناصر ارهابية لم تطف فقط حاليا على السطح حيث سبق ان تم تسريب وثيقة عن الإدارة العامة للمصالح المشتركة بوزارة الداخلية على شاكلة برقية تم إقرارها بعد قرار مجلس الشرف الملتئم بوزارة الداخلية خلال شهر أكتوبر 2014، حيث تثبت البرقية تورط النقيب «ز ه ب» رئيس الفرقة الجهوية للشرطة البلدية بتونس في إستخراج جواز سفر لزوجة الإرهابي «كمال زروق», حيث تم تسليط عقوبة عليه بالرفت المؤقت من العمل لمدة 07 أيام من أجل التدخل في إستخراج جواز سفر زوجة العنصر التكفيري «كمال زروق» مما مكنها بالإلتحاق به بالقطر الليبي.

تجميد الملف

وحسب المعلومات التي بحوزتنا فان وزارة الداخلية أذنت خلال فترة الوزير لطفي بن جدو بفتح بحث اداري في تورط شرطة الحدود والأجانب في استخراج جوازات سفر لعناصر ارهابية ومطلوبة لدى الجهات الرسمية لكن وقبل استكمال الأبحاث تم تجميد الملف وصدرت أوامر بايقاف الابحاث، مع العلم أن عديد النقابات الأمنية وعلى رأسها نقابة الأمن الجمهوري سلمت الوزير السابق العديد من المراسلات الخاصة بالادارة العامة للحدود والاجانب أعلمته فيها بوجود عصابة خطيرة متصلة بحزب سياسي تمكّن العديد ممن منعوا في نطاق القانون من تسلم جوازاتهم بمن فيهم العديد من الارهابيين.

من تستر على الموضوع ومن أمر بإغلاق الملف؟

وحسب المعلومات التي مدنا بها مصدر أمني فان الإطار الأمني «ك ج» قام وبعد الاتفاق مع «م ز» المدير العام للمصالح المختصة سابقا بحفظ الملف بأكمله وتكتم على جميع المتورطين ولم يشملهم البحث وهم كالتالي :
ـ «ل ص» مدير الحدود والأجانب السابق بما أن جميع الجوازات تم استخراجها تحت إشرافه بمقر إدارة الحدود والأجانب.
ـ المسؤول عن مكتب مكافحة تدليس الوثائق وافتعال الهوية وهو مسؤول عن مراقبة جميع منافذ العبور العمومية إلا أنه تكتم على جميع المواضيع الإجرامية في استخراج وتدليس جوازات السفر والتزم الصمت أمام القيادات الأمنية المتورطة.
ـ «م ص» – من قدم يد المساعدة لتوفير جميع الملفات الوهمية لاستخراج الجوازات المدلسة، كما التزم الصمت في مهامه والتكتم ولم يقم بمهامه في مراقبة جميع منافذ العبور الجوية.
ـ «ع ب» الذي كان يدير رئاسة مصلحة الأفراد بالإدارة العامة للمصالح المختصـــة وهو المتورط في الإشراف على تكوين الملفات واستخراج جوازات السفر للشباب الراغب في السفر إلى سوريا.

إطارات أمنية أمام التحقيق

وفي نفس الاطار نشير الى أنه بلغنا وحسب التقرير الذي تم تسليمه الى وزارة الداخلية وتحديدا الى كل من علي العريض ولطفي بن جدو وناجم الغرسلي انه تم إيقاف 3 مسؤولين أمنيين تابعين لإدارة الحدود والأجانب وتجميد مهامهم على خلفية اتهامهم بمنح الإرهابيين قبل سفرهم إلى سوريا جوازات سفر وبطاقات تعريف مزورة لتسهيل سفرهم إلى المدن السورية التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية كما أن عمليات التدليس ثبتت ضدهم .

طريقة مغادرة مطار تونس قرطاج

وبخصوص عملية مغادرة مطار تونس قرطاج علمنا أن «ل ص» المدير السابق للحدود والأجانب كان يوفر الشروط المادية والتنظيمية للخروج من مطار تونس قرطاج الدولي وذلك بحماية المدير العام للمصالح المختصة «م ز» ومساندة «ع ع» وهو إطار أمني معيّن سابقا بالمطار صحبة فريق أمني مدعم بما يقارب الثلاثين أمنيا وكلهم يحملون نفس ألقاب الذين تمّ تعيينهم خصيصا لهذه المهمات من طرف المدير العام للمصالح المختصة سابقا والمجندين لاستقبال الشباب الراغبين في الجهاد في سوريا وترويضهم على مستوى المطار يوم السفر بعد تسليمهم جوازات سفرهم وهي عملية التهيئة النفسية. ثمّ المراقبة إلى حدود اقلاع الطائرة عند ذلك يتم الإعلام عن نهاية المهمة وهكذا دواليك.

ردّ وزارة الداخلية

وباتصالنا بالمكلف بالاعلام صلب وزارة الداخلية ياسر مصباح قصد مدنا بالتوضيحات اللازمة والرد على كل ما ورد بالمقال، اكتفى بالقول إنّ جوازات السفر تدخل في خانة المعطيات الشخصية والأمنية ولا يمكن البتّ فيها . مؤكدا أن لكل مواطن تونسي الحق في جواز سفر ما لم لم تكن لديه موانع امنية .

معلومات مدوية عـــن طريقة تمتيع الارهابيين بجــوازات ســــفــر

وحسب نفس المعلومات التي بحوزتنا فان بعض القيادات الأمنية تعمل على تهريب وتسهيل سفر الشباب التونسيين الراغبين في «الجهاد» بسوريا.
ووفق مصدر أمني فان مواطنا تونسيا يدعى «ع س» وهو والد أحد الشباب الذي سافر إلى سوريا بدعوى الجهاد والذي سعى إلى إعادة ابنه التونسي الذي أصبح يقاتل في سوريا، وبإتصال هذا الأخير بوالده من سوريا صارحه بالحقيقة وهو أن قياديا أمنيا من الإدارة العامة مكّنه من جواز سفر ثان بالرغم من احتفاظ أبيه «ع» بجواز سفره الأصلي ورغم أن (ي س) كان في تلك الفترة محل منشور تفتيش لفائدة العائلة بما أن والده قدم قضية مفادها البحث عن ابنه قصد منعه من السفر.
وإثر هذه المعلومات الخطيرة تقدّم الاب «ع س» بشكاية الى وزير الداخلية ضد القيادي الأمني الذي ساعد على تهريب وتسهيل سفر ابنه «للجهاد» كما طالب في شكايته بالتتبع العدلي لكل من سيكشف عنه البحث هذا وسجلت العريضة بمكتب العلاقات مع المواطن بوزارة الداخلية تحت عدد 1787/13 بتاريخ 16/03/2013 وأحيلت إلى كتابة وزير الداخلية بتاريخ 19/03/2013 وأعطى وزير الداخلية تعليماته للتحرّي في الموضوع إلاّ أنّ نتيجة الأبحاث النهائية هي أن الملف كان لتكوين جواز سفر ضائع للشاب «ي س» رغم أنه مفتش عنه.
وباحالة الموضوع على إدارة الحدود والأجانب للاستشارة وافقت هذه الأخيرة على تجديد جواز سفر المعني الضائع دون أي صعوبات رغم أنه في قانون الضياع لابد من الاستناد على حالة التأكد أو التريث لمدة ستة أشهر بعد ادراج جواز السفر الضائع بالمنظومة الاعلامية للجوازات .علما أن العديد من أصحاب الحالات المماثلة لهذا الملف لم يتحصلوا سابقا على جوازاتهم بهذه الكيفية وهي ملفات المواطنين الذين تقدموا بملفات مستوفاة الشروط في حالات الضياع ولم يتمكنوا من الحصول على جوازات سفرهم بهذه السرعة وليست لهم أي موانع أمنية تحيلهم على ذلك ، بينما (ي) تحصل على جواز سفر عادي رقم R423739. بتاريخ 10/12/2012 ببن عروس ولم يمض على الاستمارة الادارية الخاصة بالجوازات ولم يتقدم حالة التأكد بالسفر لإتمام الملف ورغم ذلك تم تسليمه جواز سفر يوم سفره بالمطار مع مجموعة أخرى من الشباب المجند والذين تسلموا جميعهم جوازات سفرهم بهذه الطريقة .
مع الملاحظ أنّ مدير الحدود والأجانب السابق قد وافق على تجديد جواز سفر ضائع ل(ي س) وتمّ تسليمه جواز سفره الجديد رقم R423739 بتاريخ 10/12/2012 لكنه أخطأ وارتكب هفوة كبيرة في تكوين الملف وهي ثغرة ادارية واضحة حيث سافر العنصر المذكور باستعمال الجواز الجديد دون أن يتمّ إدراج الجواز القديم في الضياع (الجواز القديم رقم K705080 بتاريخ 19/04/1994). فكيف يتم تسليمه جواز سفر جديدا دون ادراج الجواز القديم بالاطراف النهائية بصفحة الجوازات ?
حيث تمّ إدراج الجواز بالضياع بعد سفر المعني وذلك بتاريخ 04/03/2013 والأخطر من ذلك أن (ي س) مدرج في التفتيش لفائدة العائلة.

المصدر: الجمهورية
ملف من إعداد: سناء الماجري d8wykb

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى