free page hit counter
تونسسياسةوطنية

بعد العملية الإرهابية بشارع الحبيب بورقيبة: تصريحات رئيس الجمهوريّة تثير جدلا كبيرا..أحزاب تندد وتدعو إلى توحيد الصفوف للتصدي للإرهاب

اهتز شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة وبالتحديد قبالة المسرح البلدي على عملية إرهابية استهدفت دورية أمنية ولأول مرة

منفذها كانت امرأة، حيث أقدمت امرأة في العقد الثالث على تفجير نفسها بالقرب من دورية أمنية بالشارع، عملية أسفرت عن إصابات متفاوتة في صفوف أعوان الأمن ومواطن. وقد تم نقلهم جميعا إلى المستشفى لتلقي العلاج. حالة من الهلع والفوضى والاستنفار شهدها أمس شارع الحبيب بورقيبة وسط تواجد وتطويق أمني مكثف بسبب هذه العملية التي وحسب المعطيات الأولية منفذتها تدعى منى قبلة وهي أصيلة منطقة زردة التابعة لمعتمدية سيدي علوان من ولاية المهدية وهي من مواليد 1988.

ما إن وقعت هذه العملية حتى تسارعت ردود الأفعال والتصريحات المنددة بها والتي وصفوها بالجبانة والغادرة والمؤلمة، وأجمعوا على ضرورة توحيد الصفوف والتصدي كل من موقعه لكل أشكال العنف والتطرف والابتعاد بالمؤسسة الأمنية عن التجاذبات السياسية والدعوة إلى ضرورة مواصلة التحلي باليقظة واخذ الدرس من هذه العملية وخاصة بالنسبة إلى الأطراف السياسية، ولكن لئن تعددت التصريحات وردود الأفعال وأرجأت الأسباب إلى توتر المناخ السياسي، فإن تصريح رئيس الجمهورية أثار جدلا كبيرا على صفحات المواقع الاجتماعية، وشددوا على أن هذا التصريح يجب ألا يصدر عن القائد الأعلى للقوات المسلحة وكان من المفروض أن يبعث برسائل طمأنة إلى الشعب التونسي.

الإرهاب مازال قائما في قلب العاصمة
أكد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في تصريح له أمس على هامش مشاركته في «قمة العشرين للاستثمار في إفريقيا» في العاصمة الألمانية برلين أن العمليّة الإرهابيّة التي جدّت بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة أمس هي فاجعة «لأنه كنا نظن أن الإرهاب قد تمّ القضاء عليه لكن في الحقيقة إن شاء الله هو ما يقضيش علينا لأن الظروف المناخية في البلاد لا سيما على المستوى السياسي سيئة والاهتمامات متوجهة نحو زيد وعمر ومن يجلس على الكرسي ومن يغادره وبهذا الحزب وبذاك، وهذه ليست مشاكل تونس، فمشاكلها تتمثل في مثل هذه الأحداث، ففي الحياة هناك الأهم وهناك المهم والأهم هو أن يكون الشعب التونسي بخير وبسلامة والاستجابة إلى طلباته المشروعة من طرف المسؤولين». وأكد رئيس الجمهورية أن ما وقع مؤلم وقوات الأمن هي التي تدفع ضريبة الدم وهذا الحادث موجه للسلطة وهيبة الدولة، مشيرا إلى أن الإرهاب مازال قائما وقائما في قلب العاصمة، قائلا «كنا نظن أننا انتهينا من مكافحة الإرهاب في المدن ومازال في الجبال ولكن ظهر من جديد في المدن»، معربا عن أمله في استخلاص العبرة من هذه الأمور والوصول إلى فهم الأسباب والمسببات.

الحرب على الإرهاب مسؤولية الجميع
ردّ يوسف الشاهد رئيس الحكومة كان واضحا بخصوص العملية الإرهابية، حيث قال على هامش زيارته للمصابين في مستشفى الحبيب ثامر «متأكد أننا سنقضي على الإرهاب»، مشددا على أن الحرب على الإرهاب مسؤولية الجميع. من جهة أخرى فقد ندد بدوره رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر أمس بالعملية الإرهابية، وعبّر عن تضامنه مع أعوان الأمن الذين أصيبوا خلالها، داعيا إلى ضرورة التسريع في المصادقة على مشروع القانون المتعلق بزجر الاعتداءات على الأمنيين. وأضاف أنه بالمناسبة دعا أعضاء المكتب لعقد اجتماع استثنائي صباح اليوم الثلاثاء 30 أكتوبر الجاري قبل انطلاق الجلسة العامة للنظر فيما يمكن أن يقوم به المجلس في هذا الصدد. هذا ودعت حركة نداء تونس في بيان لها إلى إبعاد المؤسسة الأمنيّة ووزارة الدّاخليّة عن التجاذبات والمصالح والصراعات السياسيّة حتى تتفرّغ كليّا للحفاظ على سلامة المواطنين وأمن الوطن ضدّ أعدائه في الدّاخل والخارج، وتمنت الشفاء العاجل لكلّ الجرحى جرّاء هذه العمليّة التي وصفتها بـ» الغادرة». كما ثمنت الهيئة السياسية للحركة مجهودات المؤسسة الأمنية والمؤسسة العسكرية، داعية كلّ التونسيين والتونسيات ومكوّنات المجتمع المدني إلى مساندتهما في هذه الحرب المتواصلة ضدّ آفة الإرهاب ومن يقف وراءها تخطيطا وتمويلا وتنفيذا.

التّمسك بالوحدة الوطنية
كما نددت حركة النهضة أيضا في بيان لها بهذه العمليّة الإرهابية التي وصفتها بـ«الجبانة» التي استهدفت قوّات الأمن الوطني ووجهّت لشارع الحبيب بورقيبة بما يُمثله لدى التونسيّين من رمزيّة تتجسّد خلاله قيم الحريّة والديمقراطية وباعتباره أيضا إطارا للتنزّه والترفيهِ. كما أدانت بشدّة الفاعلين و كلّ من يقف وراءهم أو يساعدهم. ودعت في ذات البيان التونسيّات والتّونسيين إلى التّمسك بالوحدة الوطنية وتعزيزها، ومؤازرة المؤسستين الأمنية والعسكرية لمواصلة جهودهما في سبيل بناء تونس الديمقراطية الآمنة و كردّ واضح ومناسب على كلّ قوى الشر التي تسعى للإساءة لتونس ولتجربتها الديمقراطية. وأكدت من جديد أنّه لا مُستقبل للإرهاب في تونس بفضل وعي الشعب التّونسي وتضامنه وبفضل تصميم قوّاته الأمنية والعسكرية على التصدّي له وملاحقة جيوبه حيثُما كانت.

المساهمة بالاقتراح والمساندة
حزب التيار الديمقراطي أكد أيضا في بيان له أنه يعتبر نفسه معنيا بالمساهمة بالاقتراح والمساندة في الحرب التي تخوضها الدولة التونسية ضد الإرهاب، وشدد على أنها معركة ستنتصر فيها ديمقراطيتنا الفتية بفضل تكاتف جيشها وأمنها وكل مواطنيها. وبين في ذات البيان أن تونس التي ما فتئت تراكم الخبرات والانتصارات في حربها ضد الإرهاب لقادرة على دحر هذا «العدو الجبان وتكريس الانتقال الديمقراطي وتحقيق الرخاء الاقتصادي والسلم الاجتماعي».

توفير أكثر ما يمكن من الإمكانيات
أما حزب آفاق تونس فقد دعا إلى توفير أكثر ما يمكن من الإمكانيات لتمكين قوات الأمن والجيش الوطني من اقتناء وسائل وتجهيزات الحماية حتى نتمكن من ضمان سلامتهم قدر الاستطاعة، ووجه نداءه لكل التونسيين للوقوف في وجه الإرهاب بجميع مظاهره ونبذ كل ما من شأنه أن يمنح فرصة أو غطاء للإرهابيين. كما عبر عن تضامنه مع المصابين وعائلاتهم وتمنياته بالشفاء العاجل لهم وكذلك عن إدانته الشديدة لهذه الجريمة ووقوفه الدائم مع قوات الأمن الداخلي والجيش الوطني في الحرب على الإرهاب. ودعا الحزب في بيان له الجميع إلى الحذر وعدم نشر أخبار غير رسمية وانتظار المعطيات الرسمية التي تقدمها وزارة الداخلية.

مرحلة متقدمة دخلتها الجماعات الإرهابية
التيار الشعبي اعتبر في بيان له تنفيذ العملية الإرهابية من قبل فتاة وبتلك الطريقة وبالشارع الرئيسي بالعاصمة تونس مرحلة متقدمة دخلتها الجماعات الإرهابية في إدارة «التوحش» مما يفرض على تونس وشعبها وأجهزتها الأمنية والعسكرية مزيدا من الحذر واليقظة، داعيا القوى الوطنية وعموم الشعب التونسي إلى رص الصفوف والعمل المشترك لإنقاذ البلاد. وبالنسبة إلى حركة مشروع تونس فقد أكدت في بيانها أن البلاد مازالت عرضة للمخاطر الإرهابية الجسيمة التي تحيط بها وطنيّا وإقليميا ودوليّا مثلها مثل عدد كبير من الدول في العالم. وجددت دعمها لقوات الحرس والأمن والجيش التي تحمي الوطن وتقدم التضحيات وقوافل الشهداء والجرحى وتدعو إلى دعمها على كلّ المستويات حتّى تواصل ملحمة دحرها لفلول الإرهابيين . ودعت النيابة العموميّة إلى متابعة كلّ من يدعم الإرهابيين ويبرّر جرائمهم الشنيعة وفتح كل الملفّات التي تحتاج للتحقيق الجدّي والعادل في كنف القانون دون محاباة إضافة إلى تعزيز عرى الوحدة الوطنيّة والتّسامي عن الصراعات العقيمة حماية لبلادنا من التمزقات والعنف.

«العبرة في الفعل ..»
الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية أعرب في بيان له عن إدانته الشديدة لعملية التفجير وتضامنه الكامل مع الجرحى متمنيا لهم الشفاء العاجل، مشددا على أهمية وحدة التونسيين ومختلف القوى الوطنية الحية في التصدي كل من موقعه لكل أشكال العنف والتطرف. هذا وقال الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في تصريح إعلامي بالحمامات «ستبقى إرادتنا أقوى من خفافيش الظلام بفضل مؤسساتنا الأمنية ويقظة شعبنا». وشدد الطبوبي على ضرورة مواصلة التحلي باليقظة واخذ الدرس من هذه العملية وخاصة بالنسبة إلى الأطراف السياسية التي أعطت في تجاذباتها الفرصة «لهؤلاء» عن وعي أو عن غير وعي. وأكد أن الوحدة الوطنية دائما مطلوبة ويجب أن تكون على قاعدة الرؤى ومعالجة الأسباب والمسببات التي أدت إلى التوترات مبرزا أن «العبرة في الفعل لا في الشعارات المنمقة».

تفعيل قانون مكافحة الإرهاب
الكنفدرالية العامة التونسية للشغل أدانت هي الأخرى هذه العملية، داعية الحكومة إلى توفير مستلزمات العمل وآليات التصدي للوحدات الأمنية والعسكرية المختصة، وطلبت من كافة القوى السياسية والمدنية الناي بالمؤسستين الأمنية والعسكرية عن كل التجاذبات السياسية والتوظيفات الحزبية . وجددت الدعوة إلى تفعيل قانون مكافحة الإرهاب وتحديد إستراتيجية وطنية شاملة لاجتثاث الظاهرة وتطويقها والتصدي لشبكات الدعم والإسناد والتصدي كذلك إلى دعوات عودة الإرهابيين وتشديد المراقبة على من عاد منهم. كما دعت الكنفدرالية كافة القوي السياسية والمدنية إلى التوحد في معالجة الظاهرة ومساندة مجهودات القوات الأمنية والعسكرية في مجهوداتهم المستمرة للقضاء على الإرهابيين. وأضافت أن العملية الإرهابية تدل على أن يد الإرهاب قد تطول مواقع بعيدا عن المناطق الحدودية.

Source : جريدة المغرب

image

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى