free page hit counter
تونسمجتمع

جمعيات وأحزاب تعربد دون حسيب ولا رقيب… النهضة على خطى التجمع.

جمعيات وأحزاب تعربد دون حسيب ولا رقيب… النهضة على خطى التجمع.

هناك جمعيات لا علاقة لها بالعمل الجمعياتي بل هي عبارة عن فروع وأقمار حزبية تقوم بالدعاية السياسية لأحزابها في خرق واضح للقانون وفي تهديد جدي للانتقال الديمقراطي. الأحزاب التي تستثمر في هاته الجمعيات لا يمكن أن تكون إلا استنساخا للحزب الشمولي الذي كتم أنفاس التونسيين قبل الثورة والذي اعتدى على أطفالهم وحاول دمغجتهم وتوظيفهم والذي طوّع كل مؤسسات الدولة ومقدراتها لخدمة نفسه وجنرالاته… الممارسات أصدق أنباء من الخطب العصماء والذين تتشابه ممارساتهم لا يمكن أن يكونوا إلا من نفس القماش والمعدن. التدثر بالمظلومية لا يدوم إلى ما لا نهاية ولا يبيح أي محظور !

واقعة الحال : تطاوين، يوم الخميس الماضي، وقع استدعاء أبنة أخي لمنحها جائزة بمناسبة تفوقها في امتحان “السيزيام” من طرف جمعية (أو جمعيات) تدّعي احتفالها بيوم العلم الجهوي (غدا أسأل عن التفاصيل وعن هوية الجمعية أو الجمعيات). بعد الاحتفالية، تفتح إبنة الإثنى عشر ربيعا جائزتها لتكتشف أنها متكونة من أربعة كتب، كتاب النصوص العربية للسنة السابعة من التعليم الأساسي، قصة سهرت منه الليالي لعلي الدوعاجي، كتاب رمضان والفاعلية الحضارية لراشد الغنوشي وكتيب ترويجي بعنوان “حركة النهضة 2010 : الأرضية الفكرية ونظرية العمل وملامح المشروع”… أي تعليق على هذا يمكن أن يفي بالغرض ؟ لا تعليق سوى التشهير بهاته الممارسات المتخلفة والخطيرة والدعوة للتصدي لها بكل قوة من طرف الجميع.

أنا غاضب كعمّ لكنني غاضب أكثر كمواطن يحرص على نجاح الانتقال الديمقراطي وعلى حسن إعداد الأجيال المقبلة حتى تتمكن من تطوير بلادنا وشعبنا ومن تطهير السياسة من رذائلها ومن مسح مآسي أجيال الخيبة التي يمثلها جيلي والأجيال التي سبقته ومعظم الأجيال التي تلته…

image

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى