free page hit counter
ثقف نفسكمنوعات

كيف اخترع التونسيون «عصيدة الزقوقو» ؟؟.. تاريخ لا يعرفه كثيرون

حبات الزقوقو – أو الصنوبر الحلبي – لها قصة طريفة تناولتها بعض كتب التاريخ، حيث يقول عبد الستار عمامو، الباحث في التراث التونسي، إن «العبارة عامية، وهي تسمية شعبية.. إذ لم يكن معظم التونسيين يعتمدون على الزقوقو كمادة غذائية، ذلك أن أمر تناول هذه النبتة المتأتية من أشجار الصنوبر الحلبي للاستهلاك البشري لم يعتمد إلا خلال عام 1864 إبان ما يعرف لدى التونسيين بـ(ثورة علي بن غذاهم)»، ويضيف عمامو أن تلك الثورة «رافقتها حالة حادة من الجفاف مما اضطر سكان الشمال التونسي إلى استهلاك الزقوقو، الذي يتشابه في تركيبته مع حب الدرع. وانتهى استهلاك الزقوقو بنهاية المجاعة ولم ترجع عادة استهلاكه إلا خلال السبعينات من القرن الماضي، ليصبح مثل الموضة التي انتشرت بين العائلات، وصار استهلاكه دلالة على الرفاه الاجتماعي لارتفاع كلفته».

سكان تونس العاصمة، والمدن الكبرى أيضا، كانوا يستنكفون من استهلاك عصيدة الزقوقو، وكانوا يربطون بينها وبين الفقر، في إشارة إلى المجاعة التي ذكرتها المصادر التاريخية والراجعة إلى عام 1864. إلا أن العادات تغيرت، وتبادل سكان المدن مع سكان الريف الأدوار والمواقع، وبات سكان المدن يتهافتون على عصيدة الزقوقو التي صارت باهظة الثمن. وفي المقابل، غدا سكان الأرياف الذين أكلوا عصيدة الزقوقو هربا من الجوع يقبلون على ما يسميه التونسيون «العصيدة البيضاء». وسافرت هذه العادة الغذائية إلى إسطنبول، بتركيا، من خلال إعداد «البوزة»، وهي نفس تركيبة مادة الزقوقو.
ونتيجة إقبال التونسيين، موسميا، على  «عصيدة الزقوقو» ارتفعت أسعار الكيلوغرام منها إلى أرقام قياسية. وتضطر السلطات التونسية إلى استيراد جزء من حاجاتها السنوية من الجزائر المجاورة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى