free page hit counter
رياضةعالمية

حلم الاسطورة هنري يتحول الى كابوس مقت!

لم يحظ الاسطورة الفرنسية تييري هنري سوى بالاعجاب من كل عشاق كرة القدم، حتى من الذين لم يشجعوا نادييه أرسنال وبرشلونة، حيث صنع لنفسه اسما كمهاجم مرموق وذكي، لكن هذه السمعة بدأت تتآكل في الاسابيع الاخيرة منذ دخوله معترك التدريب.

كان يبدو وكأنه حلم جميل سيتحقق عندما وافق هنري على تدريب فريقه الاول، موناكو، الذي بدأ معه مسيرته التدريبية لاعباً، كي ينقذه من أزمته وينشله من كبوته بعد بداية كارثية للموسم، ليروج نادي الامارة الساحلية لعودة الاسطورة بنشر صور عدة له على مواقع التواصل في بداياته قبل ربع قرن، معتبراً ان الانقاذ سيأتي من النجم الذي تركه ليحقق انتصارات وألقاب عدة كمهاجم فذ، قبل ان يكتسب صفة ناقد ومحلل جريء، وقبل ان يشحذ مهاراته التدريبية بتجربة ناجحة كمساعد لمدرب المنتخب البلجيكي الذي حل ثالثاً في المونديال العالمي الاخير. طبعاً لم يتوقع أحد أن الامر سيكون سهلا عندما خلف البرتغالي ليوناردو جارديم في منتصف الشهر الماضي لقيادة فريق لم يفز سوى مرة واحدة في 10 مباريات، لكن أيضاً لم يتوقع أحد ان تكون النتائج كارثية بهذه السرعة تحت قيادة هنري، الذي لم يتخيل سوء الحال التي يرزح تحتها النادي قبل الموافقة على تدريبه.

لا شك ان لدى هنري من الذكاء والفطنة ما يسمح له بمحاولة اخراج الفريق من أزمته، لكن هل لديه القدرة والحنكة التدريبية في علاج فريق متأزم ويعاني بشدة، بل البعض يصفه بأنه فريق مدمر بكل معنى الكلمة، وهو في قرارة نفسه لا يريد ان يقلب الحلم الجميل الى كابوس، ولهذا يريد المحاولة، رغم انه تحت قيادته حتى الآن تعادل الفريق بمباراتين وخسر ثلاثاً في كل المسابقات، ويحتل المركز الثاني من القاع، ومباراته المقبلة ستكون مساء اليوم الاحد امام حامل اللقب باريس سان جيرمان الذي فاز في 12 مباراة من أصل 12 في الدوري، ويملك نجمه السابق كيليان مبابي الذي سجل 11 هدفاً في 8 مباريات، ويشكل ثنائياً رهيباً مع النجم البرازيلي نيمار صاحب أغلى صفقة انتقال في العالم.

وتأتي هذه المباراة على خلفية الهزيمة النكراء لموناكو على أرضه 0/4 أمام المغمور كلوب بروج في دوري أبطال أوروبا، ليتأكد اقصاؤه بعد أقسى هزيمة في تاريخ مشاركاته في المسابقة البالغة 191 مباراة، علما ان قبل عامين ساهم مبابي في تأهيل الفريق الى الدور قبل النهائي لهذه المسابقة. وبحسب بعض المصادر فان هنري فضل مثل هذه الهزيمة كي يتأكد الخروج من كلتا المسابقتين الاوروبيتين ليتفرغ للصراع المحلي كي يضمن بقاء الفريق في الدرجة الاولى.

تكتيكياً يبدو هنري تائهاً، فهو ما زال يغير خطة اللعب بعد كل مباراة، ويشرك الكثير من الصاعدين والناشئين الذين لا يتلاءمون مع مثل هذه الظروف، حتى هنري نفسه اعترف بانه يستعد الى ما هو أسوأ، خصوصا ان الهزيمة الاخيرة امام بروج تركت الفريق من دون أي انتصار في 15 مباراة، لتزيد المعاناة باصابة قائد الفريق وقلب دفاعه الصلب كاميل غليك. وزادت متاعب هنري خارج الملعب أيضاً، بالاعلان عن أنباء عن تحايل موناكو على قانون اللعب النظيف، ويوم الاربعاء الماضي نشرت تقارير عن تورط مالكه الروسي دميتري ريبولوفليف بالفساد، وحصوله على 124 مليون يورو من بيع مبابي بـ180 مليوناً الى سان جيرمان، قبل ان يلقى القبض عليه في قضية أخرى متعلقة بالفساد.

ولهذا وتحت هذه الظروف، يحتاج النادي الى مدرب مختلف عن عقلية هنري الذي يتحسس طريقه في عالم التدريب، لان موناكو بحاجة الى مدرب محنك وخبير عاصر مثل هذه الازمات في ناد سابق، ولهذا يتعين على ادارة موناكو مساعدة هنري بتغيير التوقعات بل تخفيف المطالبة بأي نجاح كي يعمل بهدوء، ولو هبط الفريق الى الدرجة الثانية فان التداعيات ستكون وخيمة على هنري، وقد لا تسعفه في الحفاظ على سمعته التي ارتبطت دائما بالنجاح والالقاب.
المصدر :صحيفة القدس العربي

image

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى