free page hit counter
تونسثقف نفسكعجائب و غرائبمتفرقاتمنوعاتوطنية

الكشف عن أهم 5 شخصيات سياسية تونسية من أصل ليبي

الكشف عن أهم 5 شخصيات سياسية تونسية من أصل ليبي

1) الحبيب بورقيبة (1903/2000) مؤسس دولة تونس الحديثة وعائلة بورقيبة التي كانت المشيخة الطرابلسية آنذاك في المنستير فيهم هي من العوائل الثرية في قبيلة ادرادفة من كراغلة مصراته، هاجر جدهم عبر البحر الى تونس عام 1795م نتيجة ضغط سياسات القرمانليين التعسفية.

ينتمي “الحبيب بورقيبة ” إلى عائلة بورقيبة ذات الأصول الطرابلسية .و ينحدر من قبيلة الدرافلة الليبية التي تنقسم إلى مجموعة من الفروع ( اللحمات )، هي النواصف ،الرضاونة ، المعاتقة ، أولاد رجب و السقاسف وهو الفصيل الذي تنتمي إليه عائلة “بورقيبة” [1].

إستقرت هذه العائلة تاريخيا بمدينة مصراته الليبية ،تأثرت كما هو الحال بالنسبة للكثير من العائلات الطرابلسية بالصراع الحاد و الدامي الذي دار بين أفراد الأسرة القرمانلية (1711 – 1835)للظفر بالسلطة و الحكم ، وهو ما انعكس سلبيا على الحياة العامة وساعد على بروز حركات التمرد و الإنتفاضات المحلية التي كانت تهدف إلى التخلص من حكم أفراد هذه الأسرة خاصة بعد إثقال كاهل الأهالي بالضرائب و ما تزامن مع ذلك من إهمال لمختلف الأنشطة الإقتصادية [2].

لقد ساعدت هذه الظروف على هجرة العديد من العائلات الليبية إلى تونس ، فقد هاجر الجد الأعلى ل”بورقيبة ” المدعو “الحاج محمد بورقيبة ” إلى تونس سنة 1795 عن طريق البحر، حيث إستقر بمنطقة الساحل التونسي مصطحبا معه 40 من عبيده وخدمه .وقع إختياره على مدينة المنستير لتكون موطن إستقراره ضمن ما يعرف ب”حومة الطرابلسية” ، التي قد يكون من المساهمين الأوائل في تأسيسها [3].

تشير بعض الدراسات إلى أن عائلة بورقيبة “المنستيرية” عرفت بتأييدها لإنتفاضة “علي بن غذاهم” سنة 1864 التي جاءت كرد فعل على خيارات الضرائب المجحفة التي فرضتها سياسة البايات والتي كانت من نتائجها حملة الجنرال زروق على الساحل وقمعه لسكانه ، كما نهبت وبأمر الجنرال زروق نفسه قطعان الماشية التي كانت على ملك الطرابلسية بمنطقة الأعراض .

وأمر الجنرال زروق في نفس الوقت بإدخال “علي بن الحاج محمد بورقيبة “ليشتغل بالجيش التونسي بين سنة 1864 و1881 وذلك قبل أن يقع تعيينه شيخا على حي الطرابلسية ومستشارا بلديا أثناء الفترة الإستعمارية[4] .

في هذا المناخ المتميز ببحث عائلة بورقيبة (الوافدة من منطقة طرابلس) على مكانة إجتماعية متميزة وعلى نفوذ سياسي ولد “الحبيب بن علي بن الحاج محمد بورقيبة ” بحي الطرابلسية بمدينة المنستير سنة 1903 !!

2) الرجل الثاني بعد بورقيبة في تونس ما بين 1956 الى 1970م كان الباهي الادغم، من أصول مصراتية في قبيلة يدر كرغالة، هاجر أجداده ابان الحكم القرمانلي. كان الباهي الادغم من أبرز المناضلين في صفوف الحزب الدستوري الذي توج كفاحه باستقلال تونس في 20 مارس 1956م. وفي عهد الاستقلال تقلد مناصب سياسية رفيعة كان أبرزها منصب الوزير الأول (رئيس الوزراء) للحكومة التونسية بين 1969 و1970 ، وكذلك ممن برز على  (و عمليا منذ 1957 كسكرتير رئاسة الجمهورية) شهدت فترة توليه المنصب في الستينات تجربة التعاضديات ذات التوجه الاشتراكي التي قادها الوزير أحمد بن صالح الرجل القوي في الحكومة. مارس ضغوطا على جامعة الدول العربية والحكومة السودانية لمنع وفد منظمة التحرير الفلسطينية ورئيسها احمد الشقيري من حضور مؤتمر القمة العربي الرابع في الخرطوم عام 1967، الا انه لعب دور الوسيط بين ياسر عرفات والحكومة الأردنية إبان أحداث أيلول الأسود.

3) على الزيلطني ينتمي العائلة الزليطني في جربة وتونس، وهم من القدماء في تونس وخاصة منهم الامام محمداحمد الزليطني الذي كان إماما وخطيبا بجامع الزيتونة حتى وفاته بتونس سنة 808/1406هجرية  ومن رجالات الحركة الوطنية ضد الفرنسيين في تونس كان علي الزليطني الملقب ب«قائد النضال الحزبي» وكان ممن أشرف على تأسيس أول مدرسة حربية لجامعة تونس. ولعب دورا محوريا في إذكاء المقاومة السرية والمظاهرات التي عمت البلاد من سنة 1952 الى 1954 وعندما ضيق عليهم في تونس انتقل الى ليبيا واشرف على تدريب المناضلين الذين ساهموا في معركة التحرير ونال الكثير منهم الشهادة في سبيل ذلك. وعرف عن علي الزليطني انه كان من المنحازين الى صالح بن يوسف ضد الحبيب بورقيبة، ومن المؤمنين بان استقلال تونس غير قابل للمساومة أو أنصاف الحلول. ومن الزليطنية كان الدكتور محمد لطفي الزليطني الذي أكمل رسالة الدكتوراه عن المتنبي في جامعة لندن في SOAS معهد دراسات الشرقية والافريقية. وكان له شرف السبق في إكمال رسالته في اقصر فترة في تاريخ الجامعة (1975\ 1977).

4) الدكتور أحمد بن ميلاد : تنحدر جذور أسرته من المحاميد بصرمان ،ولد أحمد بن ميلاد بحيّ باب جديد الشعبي في عائلة تشتغل في الصناعات الحرفية بتونس العاصمة، إذ كان والده حميدة بن ميلاد حرايريا. وقد دخل الكُتّأب عام 1907، ثم التحق بالتعليم الابتدائي عام 1909، ودخل المدرسة الصادقية عام 1916 فالمعهد العلوي عام 1918 ثم الليسي كارنو في السنة الموالية. وبعد ذلك انقطع عن الدراسة لمدة 6 سنوات عمل خلالها في دكّان عمه في سوق السّرّاجين بالعاصمة ثم تحوّل عام 1925 إلى العاصمة الفرنسية باريس لدراسة الطب، وأنهاها عام 1933 بالحصول على شهادة الدكتوراه في الطب إثر تقديم أطروحة ذات صبغة تاريخية إذ يتناول موضوعها : “المدرسة الطبية بالقيروان في القرنين العاشر والحادي عشر الهجريين”. وقد فتح له هذا المبحث الاهتمام بتاريخ الطب العربي بعد ذلك.

وقد انتمى إلى الحركة الشيوعية أولا وانتهى به المطاف في الحزب الحر الدستوري القديم. و حضر صغيرا أحداث الجلاز عام 1911 كما حضر دفن الوطني البشير صفر عام 1917، وانخرط بعد ذلك في الشبيبة الاشتراكية وحضر اجتماعاتها السياسية، ثم انخرط في العشرينات في الحركة الشيوعية الناشئة آنذاك، وقد شارك في حركة الإضرابات التي قادتها جامعة عموم العملة التونسية في صائفة 1924 وعرف عن قرب محمد علي الحامي والطاهر الحداد وغيرهما من قادة تلك الجامعة.

وفي فرنسا ساهم في التحرير في جريدة لومانيتي L’Humanité )الإنسانية) لسان حال الحزب الشيوعي الفرنسي، كما تعامل مع نجم الشمال الإفريقي ذي التوجهات الوطنية المغاربية. وبعد عودته من فرنسا انضم إلى الحزب الحر الدستوري القديم، وفتح  عيادته بحي الحلفاوين الشعبي، وكان يمدّ يد المساعدة إلى المحتاجين حتى سمي بطبيب الشعب. وتطوّع لفحص المرضى مجانا مرة في الأسبوع في نادي جمعية الاتحاد الكشّافي الإسلامي. كما ساهم كطبيب في إعداد تقارير حول الاعتداءات التي قامت بها القوات الفرنسية ضد التونسيين وخاصة خلال أحداث عام 1952 بالوطن القبلي. وساهم بذلك في فضح الممارسات الاستعمارية أمام الرأي العام الفرنسي والعالمي. ولعل من أهم الأعمال التي قام بها هو أنه أسّس دار ابن الجزار وهي أول مستوصف تونسي.

5) محمد الغرياني ، وتعود جذوره الى قبيلة غريان الليبية ولد في 13 أغسطس 1962 في القيروان ، وبعد تقلده عدة مناصب سياسية، أصبح 2008 أمين عام التجمع الدستوري الديمقراطي، الحزب الحاكم قبل يناير 2011 ،  وواصل في هذا المنصب حتى حل الحزب في 9 مارس 2011 بعد الثورة التونسية، حيث تم توقيفه في 11 أبريل 2011 بتهمة إساءة استخدام السلطة والاختلاس في إدارة التجمع ،وأطلق سراحه في 10 يوليو 2013 وتم منعه من الظهور في الأماكن العامة ،ويشغل حاليا منصبا قياديا في حزب المبادرة بزعامة آخر وزير خارجية في عهد بن علي كمال مرجان.

————–
[1] أغسطيني (هنريكو)سكان ليبيا القسم الخاص بطرابلس ،تعريب التليسي (محمد خليفة) دار الثقافة بيروت 1975 ص 267

[2] بن إسماعيل (عمر) إنهيار حكم الأسرة القرمانلية في ليبيا مكتبة الفرجاني طرابلس 1966 ص 15

[3] إبراهيم ( أبو القاسم أحمد) المهاجرون الليبيون بالبلاد التونسية مؤسسة عبد الكريم بن عبد الله للنشر تونس 1992 ص 61
– ورد في هذا المؤلف أن عائلة بورقيبة المستقرة بمدينة مصراته الليبية من العائلات الثرية ، و إنعكس ذلك على سلوك الجد الأعلى لبورقيبة بعد هجرته للمنستير حيث عرفت هذه العائلة بتقديمها مائدة أكل للفقراء كل يوم جمعة بحومة الطرابلسية ، هذا علاوة على عتق الحاج “محجد بورقيبة ” لعبيده الأربعين سنة 1846.

[4] نفس المرجع و الصفحة.

image

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى