أخبار عالمية

انهيار مخطط ابن سلمان. فك شفرة المرحلة التركية من المحور. نحن أمام استعداد لـ”تدخل دولي جديد”. قنابل في الولايات المتحدة: هجمات أشد قادمة!

قد انهار المستقبل السياسي لولي العهد السعودي بعدما ضاعت مشاريع زعامته لبلاده والمنطقة، وتشكيله لملامح السعودية الجديدة وفق تطلعات أمريكا وإسرائيل ورسم المنطقة من جديد من خلال هذا المشروع.

سيكشف النقاب عن الكثير من الأدلة القوية حول علاقة ابن سلمان بمقتل جمال خاشقجي بوحشية، وسيعلم العالم كل شيء. وإن أخبار القنابل التي جاءت أمس من الولايات المتحدة لهي أكبر دليل على حجم ما يحدث وكيف أن جريمة قتل خاشقجي هزت مشروعًا دوليًّا.

هذا الثنائي أطلقا “مصيدة بشرية” في عموم المنطقة

سنعلم الكثير حول إصدار ابن سلمان أمر الاغتيال، وأن بين يديه قوائم بأسماء أخرى غير خاشقجي، وأنهم أطلقا “مصيدة بشرية” ليس في السعودية وحسب بل في عموم المنطقة، وأنهم يتبعون طريقا يشبه “مراكز التعذيب السرية” و”طائرات السي آي إيه” التي أعقبت 11 سبتمبر/أيلول، وأنهم يقومون بذلك بالتنسيق مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية والمصرية، وأن ولي العهد الإماراتي هو المحرك الرئيس لهذه الأحداث، وأنا ابن سلمان يتحرك تحت سيطرته.

سيكشف النقاب عن الكثير من الملفات القذرة على طول خط المحور الإماراتي – السعودي – المصري – الإسرائيلي الأمريكي، من حركات الأموال إلى التنظيمات الإرهابية، ومن مخططات الاحتلال والحروب الأهلية إلى مشاريع تغيير الأنظمة، ومن الهجمات والمخططات السرية ضد تركيا وأردوغان إلى جرائم خطف الأفراد وقتلهم. فلقد أقاموا معادلة جديدة في المنطقة.

عند الكشف عن الوثائق سيضيق حبل المشنقة أكثر حول أعناقهم

لقد أقاموا المعادلة باسم أمريكا وإسرائيل، وبدؤوا تنفيذ العمليات العلنية والسرية في جميع دول المنطقة تقريبًا. كانوا سيقيمون نظام وصاية جديد، وكان المعترضون على هذه المعادلة سيتعرضون لأضرار بالغة، بل إنهم حتى كانوا سيتخلصون منهم. فهذا المخطط ليس من وضعهم، بل هم فقط تولوا تنفيذ في المنطقة.

لن تستطيع الإدارة السعودية حماية ولي عهدها بعد اليوم. كما لا يمكن لواشنطن إقامة معادلة إقليمية من خلال شخص متورط لهذه الدرجة في جريمة بشعة. فأمريكا وإسرائيل ستتخليان عن بن سلمان في كل الأحوال؛ إذ لو واصلتا حمايته فستخسران أرضية كبيرة في المنطقة.

وعندما تنشر تركيا الوثائق والتسجيلات التي لديها سيضيق حبل المشنقة أكثر حول رقبة بن سلمان، وستظهر علاقته ببن زايد بشكل أوضح. وسيظهر كذلك أن بن زايد هو الذي يقف وراء كل فخ نصب في المنطقة من قضية قطر إلى ممر الإرهاب في شمال سوريا، ومن حروب ليبيا واليمن إلى مخططات الجبهات الجديدة، كما سيظهر أن بن سلمان هو أيضا الفخ الذي نصب للسعودية.

ظهور مخططات الحرب الإقليمية الكبرى

لقد كشفت جريمة خاشقجي النقاب عن مخطط كبير يستهدف كل دول المنطقة، بما فيها تركيا. علم من علم، لكن كان من الصعب أن يحكي، ذلك أن كل شيء كان يدار من خلال عمليات سرية. ومن أجل تنفيذ هذا المخطط عينوا من جديد كيانات مثل محمد دحلان ومرتزقة الولايات المتحدة والشركات الأمنية ومنظمة إرهابية مثل غولن وبي كا كا وداعش.

لقد كشفت الجريمة كذلك عن وجود تجهيزات لحرب كبرى ستهز المنطقة بأسرها؛ إذ كانوا سيفتحون جبهة كبرى في منطقة الخليج ما إن تنتهي الأزمة السورية وتظهر عاقبة مخطط شرق الفرات، بل وحتى قبل أن تكتمل هذه التطورات.

كانوا سيشعلون فتيل حرب إيرانية – سعودية لتشكل كتلة عربية بقيادة بن سلمان وبن زايد وتصفي حساباتها مع إيران. وما كان لأي دولة خليجية أن تستثنى من هذه الحرب. لقد كان هذا المخطط يرمي لنقل الحرب إلى قلب العالم الإسلامي. وأما انسحاب بن سلمان من المشهد سيرجئ – على الأقل – هذه الحرب قليلا.

ألم يحن وقت التساؤل حول “المرحلة التركية” من المخطط؟

وهنا تظهر أمارات هذا المشروع بشأن المرحلة المتعلقة بتركيا. وكان من الواضح أن أنقرة كانت ستتخذ موقفا لحماية المنطقة كلها إن نشبت حرب كهذه. فتحرك كهذا كان يمكن أن يفسد كل الحسابات. ولهذا فقد روجوا لعداء بين السعودية وتركيا ليتمكنوا من إغلاق مساحات التدخل أمام أنقرة ويحولوا دون تدخل العقلية السياسية التي يقودها أردوغان في هذا المخطط.

لقد روجوا لمعاداة تركيا في الشارع العربي تحت شعار “التهديد التركي”، وكان هذا الترويج كذلك يتم من خلال ابن سلمان وابن زايد. وكانوا يخططون لوجود عالم عربي دون قدرة دفاعية إذا ما أقيمت جدران سميكة بينه وبين تركيا، وكان هذه الحرب ستفضي إلى تدمير السعودية.

أتابع كيف يطورون هذه الوتيرة منذ عدة أعوام، وأتابع أطراف خيط هذا المشروع المتعلقة بتركيا. كنت أتابع وأرى كيف يشكلون “معارضة” من خلال تحركات سرية، وكيف يجرون الحوارات الخفية، وكيف ينفذون سيناريو “تدخل دولي” تحت اسم “المعارضة”.

تركيا لاحظت المخطط.. ففزع البعض وتحركوا على عجل

لقد كانت العلاقة المتوازية بين هذه التحركات و”محور ابن سلمان وابن زايد” ملفتة للانتباه للغاية. فكنا نشعر، في كل المجالات، بوجود محاولة “تدخل دولي” ذات صبغة محافظة ومشاركة من عناصر حزب الشعوب الديمقراطي واستغلال لإمكانيات منظمة غولن الإرهابيّة.

لقد استيقظت تركيا مبكرا على مخطط شامل يدار محليا وإقليميا يستهدفها وزعيمها أردوغان. فجريمة خاشقجي رفعت الستار عن هذا المخطط. لا تلقوا بالا لمن لا يزال يناقش البعد الإجرامي للواقعة، فنحن قد وصلنا إلى مرحلة انهيار مخطط إقليمي ضخم. وأما القوة القادرة على هدم هذا المخطط هي الآن فقط بين أيدي تركيا.

ألاحظ أنه كلما ضاق الحبل حول عنق ابن سلمان وظهرت ملفات بن زايد القذرة حدثت تحركات جديدة بين صفوف من يديرون المرحلة التركية من هذا المخطط، بدءا من غولن وصولا إلى بي كا كا وداعش.

كان هدفهم الأول هو تحالف الجمهور

1- إن أكبر أهداف هذا المحور والمرحلة التركية هو إفشال تحالف الجمهور. فلن يستطيعوا فعل شيء في ظل وجود هذا التحالف الذي ما إن ينهار فإنهم سيواصلون تنفيذ خطواتهم الجديدة بشكل أسرع.

2- ستختفي إمكانيات التدخل في شمال سوريا بعد هذه المرحلة وستضعف، بل إن التساؤلات حول وجودنا في منطقة الفرات وعفرين ستثار في الداخل.

3- سيقل تأثير مكافحة الإرهاب في الداخل، وستكلف “الكيانات الدخيلة” بأدوار كما كلف تنظيم غولن من قبل، وسيضعفون بشكل كبير الكيان القومي لتركيا.

4- سيفسدون التفاهم والتعاون بين تركيا وروسيا، ليعود الملف السوري بالكامل من جديد إلى محور أمريكا – إسرائيل – بي كا كا – داعش.

استعداد لـ”تدخل دولي جديد” داخليا وإقليميا

5- وبرأيي الأهم من كل هذا هو أن كيان “المعارضة والتدخل” الجديد السري، الذي يراه من يراه حاليا، سيصبح علنيا، وسيدعمون الخلافات الشديدة في كل المجالات من السياسة إلى منظمات المجتمع المدني، ومن وسائل الإعلام إلى عالم الأعمال ورؤوس الأموال. كما أنهم سيحاولون بشكل جاد تضليل عقول القاعدة الشعبية لحزب العدالة والتنمية.

6- لا شك أن كل هذا هو المرحلة التركية من المحور المبني على أكتاف ابن سلمان وابن زايد. ولهذا يجب الانتباه جيدا لمساحات “تنفيذ العمليات” داخل تركيا وسدها أمامهم. فهذه الأجندة قد اكتسبت المزيد من السرعة كلما ضاق الخناق على ولي العهد السعودي.

7- ينبغي لتركيا وأردوغان العمل من خلال التحقيق في جريمة خاشقجي؛ على أجل إفشال المحور المعادي لتركيا في المنطقة. على أن تفك شفرة القوى الداعمة للتنظيم في الداخل في هذا الإطار.

8- ذلك أنّ كلاهما يعتبر استعدادًا لـ”تدخل دولي” جديد. لأقولها صراحة، لقد فكت شفرة التدخل الدولي الجديد الذي أعقب 15 يوليو/تموز، وآمل في أن يحال دون تنفيذه.

قنابل في أمريكا: ربما نشهد المزيد من الإثارة

9- دعونا نقول إنّ أنباء القنابل التي وردت تواليًا أمس من الولايات المتحدة ليست منفصلة عن هذه الأحداث، بل إنها موجهة لتغيير أجندة ما يجري، وأنها ترمي لإنقاذ المخطط الكبير الذي يدار من خلال ابن سلمان وابن زايد، وأنها محاولات لهجوم ضد الحساسية الاستثنائية التي يشعر بها العالم إزاء ما يحدث.

وأقول لكم ضعوا في حسبانكم أنهم لو فشلوا في الوصول إلى مرادهم من خلال هذه الهجمات فإنهم سيقدمون على تنفيذ هجمات صادمة بشكل أكبر. ستأتي العمليات من الداخل والخارج، لكننا أقوياء جدًّا، فهو سيرون “انقلاب مضاد” آخر.

image

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى